تأثير سلوك الآباء على الأبناء

محاضرة بالمصنع لجميع العاملين بتاريخ 20 أغسطس 2025 ، الموافق الأربعاء
إن تأثير الآباء كبير على سلوك وأفكار أبنائهم؛ فهم يصدقونهم وكأنهم القدوة ومركز الضوء وقت يشعرون بالظلام؛ يقلدونهم فيما يفعلون وما يقولون، حتى ردود أفعالهم تجاه الأشخاص أو الأحداث يقتبسونها وكأنها حقائق لا تحتاج لتفسير أو صواب لا يحتمل الشك.
التأثيرات الإيجابية:
- عندما يتفاعل الآباء بشكل إيجابي مع أطفالهم، ويوفرون لهم الأمان العاطفي والتشجيع، ينمو لدى الأطفال ثقة عالية بالنفس واستقلالية.
- التفاعل الإيجابي مع الآباء يعزز مهارات الأطفال الاجتماعية ويساعدهم على بناء علاقات صحية.
- تشير الدراسات إلى أن مشاركة الوالدين في تعليم الطفل ودعمه تلعب دورًا هامًا في تحقيق النجاح الأكاديمي.
التأثيرات السلبية:
- العصبية والغضب: إذا كان الآباء عصبيين ويتصرفون بعنف، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الطفل للشعور بالأمان، وزيادة مشاعر القلق والخوف، وقد يتبنى الطفل سلوكيات عدوانية.
- التربية القاسية: قد تؤدي إلى مشاكل نفسية عند الأطفال، مثل الاكتئاب والعزلة.

بعض السلوكيات اليومية من أجل أبناء سليمة تربوياً:
- استيقاظ الوالدين مبكراً مع الأولاد، يعودهم سلوك الاقتصاد بين الراحة والنوم.
- الاجتماع على مائدة الطعام، يعود الأولاد احترام النعم، والبركة في الطعام.
- تعاون أفراد الأسرة جميعاً في القيام بالأعباء المنزلية كلٌّ حسب طاقته، يعود الأولاد النظام، وتوفير الوقت والجهد.
- مشاهدة الفتاة لوالدتها أثناء ممارستها الأعمال المنزلية، يُعود الفتاة عدم هدر الماء، أو المحافظة على بقايا الطعام لليوم التالي، والاشتراك في الأعمال المنزلية مع والدتها.
- مشاركة الابن في عملية الشراء، يكسبه خبرة في التسوق والشراء، وكيفية الانتقاء للسلع.
أشكال تأثير الآباء على سلوك الأبناء:
- السلوكيات الاجتماعية: يتعلم الأطفال كل أنماط السلوك الاجتماعي من الوالدين؛ بدءاً من قول “من فضلكً” و “شكراً”، وحتى كيفية الوقوف والتحدث مع الآخرين.
- شجار الآباء: إذا كان الوالدان يختلفان بشكل ناضج أمام أطفالهما، ويسويان المشكلات الأكبر والأكثر تحدياً بعيداً عنهم، فإن ذلك سيسمح للأطفال برؤية الطريقة الصحيحة للتعامل مع النزاعات وحلها، ولكن إبداء الوجه الآخر للنزاعات، والسماح للعنف والألفاظ الشديدة تسبب صدمة لدى الأطفال، وترسّخ لديهم عنفاً مكبوتاً يتفجر لاحقاً بصور أخرى.
- العمل والنظرة للحياة: الأبناء متقبلون لكل سلوك يقوم به الأب أو الأم، ويعتبرونه القدوة لهم في حياتهم؛ حتى نظرة الأب للحياة والعمل، فإن شاهدوه يقوم بعمله بدقة وأمانة وصدق وإخلاص وفي موعده، قلده الإبن وفعل مثله في مدرسته، والعكس؛ فإن وجد الطفل والديه لا يحترمان عملهما، ويقصران في أدائه، والأب يغالط نفسه إن أخطا ويرمي بالتهمة على الآخرين، فعلوا مثله.

سلوكيات على الآباء التمسك بها:
- التوقف عن الصراخ أمام الطفل، فهذا التفاعل السلبي مع الخطأ، سوف يُنقل ويتعلمه الطفل وسيتفاعل بنفس الطريقة عند الكبر، أنت هنا بسلوكك تدمر شخصية طفلك، وتجعله أكثر عدوانية، وسيتورط في مشاكل اجتماعية لا حصر لها، تقليداً لك.
- تجنب السلوكيات القاسية فهي تسبب الاكتئاب للأطفال، مثل اللجوء إلى الصفع أو تعنيف الطفل أو العقاب البدني بشكل عام، قد يتسبب في إيذاء الطفل نفسياً (عدم تكوين أصدقاء).
- لا تجعل حبك لطفلك يعتمد على معايير مشروطة، فهو من أكبر أخطاء الآباء، إذ يجب عدم تكبير أخطاء الطفل ولومه عليها وخصامه؛ الآباء يحبون دون شروط أو مميزات خاصة للإبن، إنما يصلحونه تدريجياً.
- المُساواة بين الأبناء في المعاملة والتصرفات اليومية.

حديث شريف:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ ككلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه”. صدق رسول الله
قال النبي ﷺ: “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم“ (رواه البخاري)
